برعاية نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية الدكتور سلامة النعيمات، عقد مركز تنمية وخدمة المجتمع فعاليات الأسبوع الصحي الذي يهدف إلى التوعية بأهم القضايا الصحية التي تمس حياة الأفراد اليومية وإعطائهم المعلومات الصحيحة حول السلوك الصحي والطبي والدوائي.
وقال النعيمات إن الجامعة الأردنية هدفها حثّ الطلبة على تبنّي نمط حياة وممارسات صحية سليمة، ومساعدتهم على تحسين سلوكهم بما يحفظ صحتهم، والسعي المتواصل لتعزيز صحة الفرد والمجتمع، ومحاولة منع أو التقليل من حدوث الأمراض، وذلك من خلال التأثير على المعتقدات والاتجاهات والسلوك فرديًّا وجماعيًّا، ورفع الوعي الصحي وذلك بتزويد الطالب بالمعلومات والخبرات بقصد التأثير في معرفته وميوله وسلوكه من خلال الأنشطة الهادفة إلى الارتقاء بالمعارف وبناء الاتجاهات وغرس السلوكيات الصحية السليمة للفرد والمجتمع.
بدورها، قالت مديرة مركز تنمية وخدمة المجتمع الدكتورة جمانة الزعبي إن التثقيف الصحي يُعدّ حجر الأساس لبناء مجتمع صحي خالٍ من الأمراض، ولفتت إلى أنه رغم المعرفة المحدودة والمعلومات المضللة في بعض المجالات الصحية إلا أن التوعية المستمرة والمتنوعة تخلق تحولًا إيجابيًّا في الممارسات داخل المجتمعات المحلية، وعلى هذا الأساس عكف المركز على تكثيف المحاضرات والأنشطة التوعوية بالمجال الطبي لبناء استراتيجية لتطوير الوعي الفردي ومساعدة الآخرين، والمساعدة في الحد من انتشار الأمراض في المجتمع.، مشيرة إلى أنها كي تكون رسائل التثقيف الصحي إيجابية، فلا بد من أن تكون دقيقة ومباشرة، وقادمة من خبرات طبية مختصة، وهذا ما عمد إليه المركز عبر إقامة هذه الفعاليات، حيث قدّم المحاضرات أكاديميون شاركوا خبراتهم الصحية وقدموها للطلبة بأسلوب شيق وممتع.
وتناولت أولى المحاضرات التي جاءت بعنوان "مرض ثنائي القطب (البايبولر)" وقدمها الطبيب النفسي والمعالج السلوكي اللبناني الدكتور ميشال نوفل، وأستاذ علم النفس من الجامعة الأردنية الدكتور فراس الحبيس، وضّحا فيها طبيعة هذا المرض وأعراضه وطرق علاجه دوائيًّا وسلوكيًّا، إضافة إلى توضيحهما مخاطره على المجتمع وكيفية التعرف عليه من خلال تحديد الإشارات لهذا المرض.
فيما تناولت المحاضرة الثانية "التغذية والجامعة: الصحة النفسية والتحصيل الدراسي"، التي قدمتها من قسم التغذية والتصنيع الغذائي في كلية الزراعة الدكتورة شذى حمّاد، الغذاء السليم وأثره الإيجابي على الصحة النفسية، خاصّة في الفترات التي تتميز بزيادة مستويات القلق والتوتر عند طلبة الجامعة نتيجة للضغوطات التي قد ترافق فترات الامتحانات والواجبات المتلاحقة، مع التأكيد على الأطعمة والعناصر الغذائية التي يجب التركيز عليها وتلك التي يجب تجنبها خلال فترات التوتر لتحسين الصحة النفسية، وبالتالي أداء الطلبة الأكاديمي.
كما جرى خلال المحاضرة إلقاء الضوء على بعض المواد والمكملات الغذائية التي انتشر استخدامها بين طلبة الجامعة وتلك التي قد يسوّق لها من أجل رفع الأداء الدرسي، مع توضيح أثرها على صحتهم وإعطائهم توصيات بالمسموح والممنوع منها، كما عمدت المحاضرة إلى تلخيص الترابط الوثيق بين التغذية السليمة والمتوازنة ورفع مستويات التحصيل الدراسي لدى طلبة الجامعة.
وتناولت المحاضرة الثالثة "الاضطرابات الغذائية لدى الشباب"، التي قدمتها من قسم التغذية والتصنيع الغذائي في كلية الزراعة الدكتورة تمارا الموسى، نسبة انتشار الاضطرابات الغذائية لدى الشباب و العوامل التي تؤدي إلى حدوثها عند هذه الفئة، والآثار السلبية للاضطرابات الغذائية، وأنواع الأنظمة الغذائية غير الصحية، كما قدمت بعض الحلول لهذه المشكلة عن طريق اتباع بعض السلوكيات الصحية لتناول وتحضير الغذاء.
كما تطرقت المحاضرة الرابعة، التي جاءت بعنوان "ساعدني لأعرف مياه شربي" وقدمها نائب عميد البحث العلمي للمشاريع البحثية في الجامعة الأردنية الدكتور أحمد الجمرة، إلى عدة محاور تتعلق بخصائص جودة المياه الطبيعية والكيميائية والبيولوجية، مع نقاش المواصفات القياسية لمياه الشرب الأردنية ومكوناتها وكيفية الحكم على المياه والشروط الواجب توفرها فيها كي تصبح مطابقة للمواصفات، مع التأكيد على أن جودة مياه الشرب الأردنية تخضع للمواصفات الصادرة عن مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية، بينما جودة المياه المعبأة تخضع للمواصفات الصادرة عن مؤسسة الغذاء والدواء الأردنية.
يُذكر أن مركز تنمية وخدمة المجتمع يعمل من خلال برنامج الأسابيع التوعوية التثقيفية على إعداد الطلبة ليكونوا على قدر كبير من المعرفة والوعي، وليتمتعوا بحسٍّ عالٍ من المواطنة والمسؤولية المجتمعية، ويصبحوا أكثر توافقًا مع متطلبات التطور في مختلف المجالات الصحية والبيئية والسياسية والمجتمعية.